مريم بوخطامين (رأس الخيمة)
أكد الدكتور أسامة اللالا اختصاصي الأنشطة البدنية والصحة في وزارة التربية والتعليم أن السمنة الزائدة التي ينتج عنها «المتلازمة الأيضية» تعد من أهم مسببات مرض السكري النوع الثاني الذي يصيب فئة الأطفال بالتحديد نتيجة الخمول وقلة الحركة جراء قلة الوعي وعدم تدارك الأسرة خطورة المرض، ما يحملها المسؤولية الأولى تجاه ظهور المرض وتطوره.
وأوضح اللالا أن الدراسات الحديثة بينت أن الألعاب الإلكترونية والتقنيات الحديثة قللت من نسبة الحركة لدى الأطفال والذي نتج عنه تزايد وتراكم الدهون لديهم، وبالتحديد منطقة البطن التي تؤدي بالتالي للإصابة بـ «المتلازمة الأيضية» نتيجة السمنة الزائدة، وهنا تظهر أمراض عدة مثل السكري النوع الثاني، وضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول التي قد تصيب الأطفال، منوهاً أن الدراسات العلمية تكشف أن بين كل 4 أطفال هناك طفل مصاب بالسكري في العالم، وهذه مؤشرات وأرقام تبين أن أعداد مرضى السكري النوع الثاني في ارتفاع كبير ومتواصل في العالم.
وأشار إلى أن الخمول وقلة الحركة والجلوس الطويل أمام الألعاب الإلكترونية ينتج عنه الضغط على القوة العضلية وزيادة الوزن، موضحاً أن العضلات تستهلك من 70-90% من نسبة السكر في الجسم وبالتالي يظهر مرض السكري الثاني لدى الأطفال بعكس مرض السكري الأول الذي يصاب به المريض نتيجة الوراثة المرتبطة بالتاريخ المرضي للأسرة، منوهاً أن تغيير نمط الحياة الصحية وزيادة الحركة والاعتماد على الأغذية الصحية واللياقة البدنية والوعي بأمراض السكري والأمراض المزمنة تقلل من الإصابة به وتمنعه.
ونوه الاخصاصي أن وزارة التربية تقوم حالياً بتنظيم حملات توعية بمدارس الدولة بهدف نشر الوعي بين طلاب مراحل النقل على متسوى الدولة، من ضمنها منطقة رأس الخيمة التعليمية لنشر رسائل توعوية وثقافية للتحكم بانتشار المرض والقضاء عليه.
بدورها أوضحت إدارات المدارس أنها تقوم مع بداية كل عام دارسي بتفعيل برامج وأنشطة توعوية وتثقيفية عديدة للطلاب والجمهور بالتعاون مع إدارات المنطقة الطبية برأس الخيمة المتخصصة بهذا الجانب، منوهين أن الجهات المتخصصة في الميدان الطبي والتعليمي تضع في خططها السنوية التركيز على الأمراض المزمنة لدى الطلاب مثل السمنة وأمراض السكري والربو والتدخين والنشاط البدني بين طلبة المدارس، وذلك بحصر الحالات وتطبيق الخطة التي تم إعدادها للمكافحة وتقديم العلاج اللازم، والتي من شأنها تقليل الأمراض وتداركها في مراحلها الأولى.
وأشار العاملون بقطاع الصحة في المنطقة إلى أنهم يقومون بتنظيم الورش التوعوية الخاصة بالكادر التمريضي الموزع على مدارس ورياض أطفال المنطقة التعليمية، وذلك بهدف توعيتهم بكيفية التعامل مع الطلبة المصابين بالسكري في مراحل مختلفة.